
في خطوة تعكس حرص فرنسا على تعزيز علاقاتها مع المملكة المغربية، تم يوم الثلاثاء 08 أبريل 2025 بمدينة فاس، تدشين المقر الجديد للقنصلية العامة الفرنسية والبناية الجديدة للمعهد الفرنسي بعد خضوعهما لعملية إعادة هيكلة شاملة.
وقد أكد سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتييه، خلال حفل التدشين على توجه بلاده نحو إطلاق مبادرات ملموسة في إطار هذه العلاقة، مشيراً إلى أن هذا المقر الذي تم تجديده يمثل تجسيداً واقعياً ومتيناً لهذا التوجه.
وفي سياق حديثه عن إعادة تهيئة البناية التاريخية للقنصلية العامة، أوضح السيد لوكورتييه أن هذه البنية التحتية الجديدة ستندمج في المشهد العمراني وتاريخ مدينة فاس.
ووصف هذا المشروع بأنه “خيار استراتيجي” يهدف إلى “تعزيز الحضور الفرنسي بفاس بكافة أبعاده الإدارية والثقافية والتربوية والإنسانية”.
وأشار إلى أن المقر الجديد سيسهم في تحسين استقبال المواطنين الفرنسيين، كما يرمز إلى استثمار فرنسا في تطوير علاقات التعاون الملموسة مع المغرب، معتبراً أن هذا المشروع الذي استغرق عامين يعكس “المكانة التي تحتلها المدينة في الدبلوماسية” و”دينامية العلاقات مع المملكة المغربية”.
من جهتها، أكدت المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، أنييس همروزيان، أن تجميع الخدمات القنصلية والثقافية يهدف إلى خلق فضاء حيوي للمواطنين الفرنسيين المحتاجين للخدمات الإدارية، وكذلك للمغاربة المهتمين بالأنشطة الثقافية والتربوية. وأوضحت أن المبنى الجديد يضم الخدمات القنصلية ومكتبة وسائطية يديرها المعهد الفرنسي ومركزاً لغوياً، بالإضافة إلى توقعات باستضافة فرق “كامبوس فرانس” لتوجيه الطلاب المغاربة الراغبين في الدراسة بفرنسا. وأشارت إلى أن المعهد سيواصل أنشطته “خارج الأسوار” بالتعاون مع شركائه المحليين في المجالات التربوية والثقافية والجمعوية.
بدورها، وصفت القنصل العام لفرنسا بفاس، كارين فولر فيالون، هذا التدشين بأنه يمثل “صفحة جديدة” في الحضور الفرنسي بالمدينة. واعتبرت المقر الجديد “وعداً” بحضور “مؤسساتي” يقدم الخدمات للمواطنين الفرنسيين، و”إنساني” يسعى إلى “إحياء الحوار بين الثقافتين الفرنسية والمغربية”.
وشددت على “المعنى العميق للغاية” الذي يضفيه هذا البعد الثقافي على مهمة القنصلية والمعهد، بالإضافة إلى وظائفهما الإدارية.
ويرى مسؤولو القنصلية الفرنسية بفاس أن هذا التدشين يمثل خطوة هامة في تعزيز العلاقات بين البلدين في ظل الدينامية الجهوية، ويفتح آفاقاً لمبادرات مستقبلية عديدة، منها حدث مخصص لفن الحلقة التقليدي سيقام قريباً في حديقة المعهد، وسيجمع تلاميذ أنجزوا أعمالاً فنية في إطار مشروع بيئي بعنوان “REGARDENOUS”. وقد جرى حفل التدشين بحضور والي جهة فاس – مكناس وعامل عمالة فاس، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس المجلس الجماعي لفاس، وممثلي الجالية الفرنسية.